يستمر سعي جامعة الحدود الشمالية الحثيث للرفع من مستوى أعمالها التنفيذية وبرامجها التطويرية؛ لتعزيز مكانتها بين الجامعات بما يتلاءم مع أهداف رؤية المملكة (2030). وعلى هذا الطريق؛ دأبت فرق العمل في كلية الهندسة على إنجاز ما يوكل لها من أعمال كالمشاريع والبرامج المتنوعة وذلك على النحو الأكمل. ومنذ أن أعلنت الجامعة عن إدراج التعدين كأحد التوجهات الرئيسية الهامة كان لكلية الهندسة النصيب الوافر في تحقيق هذا التوجه بما يحقق رؤية الكلية في التميز في مجال التعليم الهندسي والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
أثبتت الدراسات العلمية السابقة التي أجريت على مساحات ومناطق عديدة من المملكة العربية السعودية أن التجمعات الرملية تشغل نسبة كبيرة من مساحة المملكة تصل إلى نحو 635000 كم2 وتمثل نحو 33% من مساحة المملكة حيث تشغل رمال الربع الخالي، النفود الكبير، الدهناء والجافورة (وهي أكبر البحار الرملية في المملكة) نحو 90% من مجمل التجمعات الرملية الواقعة في المملكة. وفي الواقع فإن ما تم من دراسات على مثل هذه المصادر المعدنية لا يتناسب مع كونها تغطي ما يقرب من ثلث مساحة المملكة كما أن معظم هذه الدراسات بيئية أكثر منها معدنية أو تعدينية. عموما فإن تقييم مثل هذه الرواسب الرملية كمصادر لبعض المعادن الاقتصادية ومدي قابليتها لبعض عمليات التركيز والفصل الفيزيائي سيكون له أثره في تنمية معظم البيئات الاجتماعية المحيطة.
وبناء على ذلك، صدر قرار معالي رئيس جامعة الحدود الشمالية في 25 / 06 / 1443 بإنشاء وحدة أبحاث التعدين بكلية الهندسة، وقام فريق العمل بالتوجيه بشراء أحدث الأجهزة العلمية في مجال التعدين وفق رؤية المركز والمهام الموكلة إليه. وقد اشتملت وحدة أبحاث التعدين بكلية الهندسة على المعامل الآتية:
مختبر الأشعة السينية الحيودية :
يحتوي هذا المختبر على جهاز التعرف على المعادن باستخدام تقنية الأشعة السينية الحيودية (شكل 1) وهو جهاز يستخدم بشكل شائع لتحديد المواد المتبلورة غير المعروفة مثل المعادن والمركبات غير العضوية فيما يعد تحديد هذه المواد أمراً بالغ الأهمية للدراسات في مجال الجيولوجيا والعلوم البيئية وعلوم المواد والهندسة والبيولوجيا. أما مجالات التطبيق الأخرى فهي توصيف المواد البلورية، تحديد المعادن الدقيقة الحبيبات مثل الطين والطبقات الرقيقة المختلطة التي يصعب اكتشافها بصريًا والتي من الممكن أن تحتوي على معادن اقتصادية هامة، وتحديد الأبعاد الثلاثية لخلية الوحدة وكذلك قياس درجة نقاء العينة.
|
شكل (1): جهاز الأشعة السينية الحيودية |
مختبر الفصل الكهرو ستاتيكي
يحتوي هذا المختبر على جهاز لفصل المعادن كهروستاتيكياً (شكل 2) بناءً على جوانبها المشحونة كهربياً بشحنات إما سالبة أو موجبة وذلك بعدة طرق، وهو يستخدم بشكل متكرر في صناعة معالجة المعادن وهي من الخطوات الأساسية لفصل المعادن الثمينة عن الأجزاء غير القيمة (الشوائب). تسمح هذه الخطوة بإنتاج المعادن عالية الجودة اللازمة لإنشاء منتجات مختلفة القيمة.
|
شكل (2): جهاز فصل المعادن كهروستاتيكياً |
مختبر الطحن والسحق
وهو من أكبر مختبرات وحدة أبحاث التعدين حيث يحتوي على العديد من الأجهزة كجهاز الفصل المغناطيسي (شكل 3) وهي تقنية متعددة الاستخدامات لكنها تستخدم في الغالب في مجال معالجة المعادن، بناءً على الاختلافات في خواصها المغناطيسية لإحداث عملية الانفصال. بما أن المعادن تتكون من مكونات مختلفة، فقد يكون بعضها أكثر أو أقل مغناطيسية من غيرها، مما يسمح بالانفصال عند تعرضها لمجال مغناطيسي. كما يحتوي المختبر أيضاً على جهاز الفصل المغناطيسي الجاف عالي الشدة (شكل 4) وهو جهاز يستخدم لتنقية المعادن الجافة ومواد النفايات ويعمل على فصل المعادن الحديدو-مغناطيسية والمعادن ذات المغناطيسية الضعيفة عن تلك الغير مغناطيسية.
|
شكل (3): جهاز الفصل المغناطيسي للمعادن |
|
شكل (4): جهاز الفصل المغناطيسي الجاف عالي الشدة |
تحتوي وحدة أبحاث التعدين بكلية الهندسة أيضاً على العديد من الأجهزة الأخرى المساعدة كالأفران (شكل 5)
|
شكل (5): جهاز الفرن الكهربائي 1200 درجة مئوية |
ومناضد الفصل المائي للمعادن (شكل 6) والمجاهر (شكل 7) والهزاز الميكانيكي (شكل 8) والتقليب الميكانيكي وألواح التسخين (شكل 9). ومن المنتظر تزويد وحدة أبحاث التعدين بكلية الهندسة بأحدث معدات الطحن وسحق العينات لإعدادها لعملية الفصل حسب الحجم المطلوب.
| | |
شكل (6): منضدة الفصل المائي للمعادن | شكل (7): المجهر ذو العينين | شكل (8): جهاز الهزاز الميكانيكي |
|
شكل (9): أجهزة التقليب الميكانيكي وألواح التسخين |
قامت وحدة أبحاث التعدين بكلية الهندسة بالتعاون مع العديد من الجامعات والمراكز البحثية بداخل المملكة وخارجها مثل جامعة نجران وهيئة المواد النووية المصرية من أجل تعظيم الاستفادة في نشر البحوث العلمية في العديد من المجالات وبلغ إنتاجها البحثي حتى الآن حوالي ستة أبحاث هم باكورة إنتاجها في أقل من عام.